تطرّق الباحث سفيان عمّار في دراسته العلمية بعنوان "الميثاق التحرير لمؤسسة التلفزة التونسية "سببية متعددة الدوافع" إلى الأسباب والدوافع التي وقفت وراء صياغة الميثاق التحريريّ باعتباره أوّل تنظيم ذاتي لمهنيي مؤسسة إعلامية تلفزيونية في العالم العربي.
وتساءل الدكتور سفيان عمّار في إشكالية بحثه عن مدى إمكانية اعتبار الميثاق التحريري للتلفزة الوطنية سببية متعددة الدوافع وفق طرح SHUDSON والتي يعرّفها بأنّها "مقاربة" متعددة الأبعاد من خلال المراوحة بين الدوافع الخارجية والاستراتيجيات الخاصة بالفاعلين داخل القناة. إعتمد المحاضر في بحثه على مجموعة من المقاربات من بينها منهجية المقابلة التي أجراها مع 33 صحفيا من قسم الإخبار.
وفي عملية تفكيكيّة لمقولة "السببية متعددة الدوافع" بيّن الدكتور سفيان عمّار انّ هناك مجموعة من العوامل التي كانت وراء صياغة الميثاق التحريريّ مؤصلا أنّ العامل الأوّل يتمثل في مسار التقاطع بين مرحلة الانتقال الديمقراطي وتعدد المواثيق الأخلاقية والتحريريّة متوسلا بالبراديغم السوسيولوجي القائم على أنّ تعدّد المواثيق يعكس استقلالية القطاع من الحكومي إلى العموميّ.
واستفاض الدكتور عمّار في طرح العوامل، مشيرا إلى أنّ العامل الثاني متمثل في رغبة الصحفيين في المهنيّة إذ لا يمكن وفق المحاضر الفصل بين مسار "المهنيّة" و"الأخلقة" وأنّ العامل الثالث كامن في تهافت الفاعلين الدوليين موضحا أنّ الشركاء الأجانب نظموا 233 نشاطا خلال الفترة الممتدة بين 2011 و2014 حيث انكبّ عملهم على بناء القدرات الصحفية من جهة وتطوير الهياكل الإعلامية من جهة ثانية. كما أوضح أنّ الميثاق التحريري يعمل أيضا كواجهة للتعريف الذاتي وترويج صورة إيجابية للمؤسسة الإعلامية والفاعلين داخلها أيضا.
في هذا المفصل النظريّ أكّد سفيان عمّار أنّ مسار تأسيس الميثاق التحريري في المؤسسة التلفزيونية التونسيّة يقوم على ثلاثيّة "التفاوض" و"التمثيلية الاستئناسيّة" و"العلاقات التفاعلية في العمل الصحفي".
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق