الدكتور الباحث الاجتماعي جلال التليلي من الجامعة التونسية، قدم نتائج بحثه الميداني بعنوان "التلفزيون العمومي وإعادة تشكيل الحقل الصحفي في تونس ما بعد 14 جانفي : قراءة سوسيولوجية في تمثل الفاعل الصحفي للمرفق الإعلامي العمومي".
وقد استندت عينة بحثه على إجراء 20 مقابلة مع صحفيين عاملين بالقطاع الإعلامي وحلل نتائج بحثه استنادا إلى مفهومي الحقل الصحفي وبراديغما "الولاء".
وقد استنتج أنه رغم التحولات التي يعيشها الحقل الصحفي في تونس بمختلف حقوله الفرعية على مستوى هيكلته التنظيمية وتنوع منتوجاته الإعلامية ووظائفه الاجتماعية السياسية، لم يتمكن التلفزيون العمومي من مواكبة هذه الديناميكية التي انطلقت منذ 14 جانفي 2011 بالنظر لما يتوفر عليه من تجربة مؤسسية طويلة وزاد بشري محترف وتمويل عمومي شبه قار ودعائم لوجستية، مقارنة بالمؤسسات السمعية ـ البصرية الخاصة.
وشرح الأسباب الكامنة وراء صعوبات القطاع البصري العمومي بصعوبة التكيف مع إعادة هيكلة الحقل والتردد في ممارسة سلوك المبادرة الإعلامية والإبداع الصحفي شكلا ومضمونا.
وركز على ثلاثة عوامل فاعلة في تراجع أدائه شكلا ومحتوى وضعف قدراته على المنافسة في مشهد إعلامي متعدد الفاعلين، منتوج متنوع، متجدد الآليات متميزا بحركية صحفية واسعة بين مؤسساته في إطار من إعادة هيكلة للحقل على أسس من حريات الرأي والتعبير والنشر مختلفة عن تاريخ طويل من الهيمنة والرقابة والاستعمال السياسي في الدعاية.
كل هذه الأوضاع تضع القطاع البصري العمومي أمام تحديات منافسة غير متوازنة من قبل قطاع خاص كثيرا ما لا يلتزم بأخلاقيات المهنة ولا بالمسؤولية الاجتماعية متعمدا صحافة الإثارة طلبا للربح السريع لكنه متحرر المبادرة ومتنوع البرامج شكلا ومضمونا.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق